لهم نور لاهوتي [1] حالّ فيهم، ويظهر [2] في كلّ عصر وزمان في صور شخص من الأشخاص البشريّة، وأنّ الدنيا وملوكها كلا عليهم، وأنّهم بين العالم [3] لا يستأهلهم. ولم يزالوا يكتمون مذهبهم هذا عن من يخالفهم، ويظهرون لغيرهم من عامّة المسلمين أنّ صاحب الأمر منهم هو إمام الله وخليفته في أرضه وحجّته على خلقه، وأنّ الإمامة أجلّ قدرا من النّبوّة، وأنّها كانت في آدم، وانتقلت إلى نوح، وإلى إبراهيم، وإلى موسى، (وإلى فلان وإلى فلان وإلى فلان) [4]، ومنه إلى ولده الحسين، وإلى واحد بعد [5] واحد من ولده مديدا إلى عبد الله المهديّ العلويّ الظاهر بالمغرب [في سنة 260 وأصله من المشرق] [6] ثم إلى واحد بعد واحد من القائمين بالأمر من بعده من ولده، وعلى ذلك يجري الأمر عندهم سرمدا، وأنّه سيقوم منهم من [7] يملك المسكونة بأسرها ويجمع الأمر على رأيه، ويخلد في ملكه إلى أن يبعث الله من في القبور [8].
[الحاكم يعمد إلى البطش والجور لنشر العقيدة العلوية]
فلمّا كان زمان الحاكم عوّل على إظهار مذهبه وإشهار ما كان [9] آباؤه يسترونه منه ويخفونه، ورأى أن يدرج الناس إلى ما يقصده، وأقام له (من) [10] الهيبة في نفوس الكافّة لشدّة سطوته وتسرّعه [11] إلى سفك الدماء، وأنه لا [1] في (س): «مشكاة نور الاهي». [2] في (س): «ويظهرون». [3] في (س): «عالم». [4] في (س): «وإلى عيسى، وإلى محمد، وإلى علي بن أبي طالب». [5] في البريطانية «ومن واحد». [6] ما بين الحاصرتين زيادة من (س). [7] في (س): «قائم». [8] أنظر عن الدروز وعقيدتهم في كتاب «مذاهب الإسلاميين» للدكتور عبد الرحمن بدوي- ج 2/ 509 وما بعدها، ففيه كثير من الوثائق المخطوطة والأصلية عن هذا المذهب. [9] في الأصل وطبعة المشرق 221 «كانوا»، والتصحيح من البريطانية. [10] ساقطة من البريطانية. [11] في بترو «سرعته».